النشاطات الاردنية بالامم المتحدة آخذة بالانحدار والتقهقر والنشاط الاردني باللجان الرئيسية التابعة للجمعية العامة في دورتها الحالية كان ضيئلا جدا. وحسب دراسة اعدتها مؤسسة التقرير الاردني حول نشاطات البعثة الاردنية في نيويورك في اعمال اللجان الرئيسية، فان البعثة الاردنية لم تقم بعملها المُناط بها، فالمشاركة اقتصرت في بعض الاحيان على حضور الجلسات وانتهت بالتصويت على مشاريع القرارات الخاصة بكل لجنة دون النقاش بها ودون الادلاء بالموقف الاردني حيالها. الدراسة وجدت ان الاردن لم يشارك بأي خطاب واحد في مناقشات اللجان  الاولى والثانية  والخامسة والسادسة لكنه شارك من خلال الدبلوماسي مهند شديد في عدة خطابات فقط في اللجنة الرابعة وربما شارك الاردن بكلمة واحدة فقط في اللجنة الثالثة.
الدراسة التي استغرقت 4 شهور (ايلول – كانون الاول) وجدت غياب اردني كامل في نشاطات معظم اللجان الأممية التابعة للجمعية العامة ولا سيما في التعبير عن موقف الأردن من شتى البنود المدرجة على أعمال كل لجنة.
 وتهدف الدراسة، حسب الجهة المُعدة، الى تسليط الضوء على النشاطات الاردنية في الامم المتحدة وتحديدا الجمعية العامة ممثلة بلجانها. اضافة الى معرفة اماكن  الضعف في أداء البعثة الاردنية وموظفيها حيث وجدت،  من اجل الوصول في نهاية المطاف الى وفد دائم او بعثة مرموقة تمثل الاردن ومصالحه الاستراتيجية والوطنية بشكل سليم.
 وفي شهر ايلول من كل عام، تلتئم الجمعية العامة في دورة جديدة وتحديدا في ثالث يوم ثلاثاء من شهر أيلول على أن تتم المناقشة العامة يوم الثلاثاء الذي يليه. وفي العام الماضي، وتحديدا في 17 أيلول أفتتحت  الدورة 74 في نيويورك  وبعد الافتتاح، تم انتخاب أعضاء مكاتب اللجان الرئيسية وعددها 6 وانتخاب نواب رئيس الجمعية العامة وتنظيم جدول الأعمال. يتم توزيع البنود المدرجة على جدول اعمال الدورة الى اللجان الرئيسية التابعة للجمعية حسب اختصاصات اللجان ولكن بعض البنود يتم التصويت عليها دون احالتها الى لجنة رئيسية.  
وبدأت المناقشة العامة يوم الثلاثاء 24 أيلول وأستمرت  للثلاثين منه حيث استمعت الجمعية من كل دولة رؤيتها للمواضيع المدرجة والقضايا الدولية والإقليمية. وبأختصار، تجتمع الجمعية العامة في الفترة  من أيلول إلى كانون الأول من كل عام، وبعد ذلك، تجتمع حسب الضرورة أي بين كانون الثاني إلى  أخر يوم فيها وفي هذه الدورة يوم (14 أيلول 2020) أي  قبل يوم واحد من بدء الدورة الخامسة والسبعين.
وحسب الدراسة، فان العاهل الأردني قدم بيانه في اليوم الأول (24 أيلول 2019)، لكن توقيت خطابه لم يكن موفقا، بسبب تعارضه مع غداء العمل السنوي الذي يقيمه أمين عام الأمم المتحدة لرؤساء الوفود المشاركة بين الساعتين الواحدة والثالثة ظهرا. وحسب التقرير الأردني، فان البعثة الأردنية، فشلت مرارا في حسم هذه الاشكالية لصالح الأردن حيث يكون الحضور وقت خطاب الملك ضئيلا جدا بسبب غداء العمل الذي يحضره قادة العالم ناهيك عن أهمية الكلمة الملكية والدور الأردني العام على الصعيد العالمي. الدراسة لم تتوصل الى أن "فشل" البعثة الاردنية في هذا الشأن مقصودا، ولكن تكرار التوقيت لأكثر من عام، يعني أن هناك مشكلة بروتوكول وتنظيم وأن البعثة والوزارة في عمان تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك.   
الجمعية العامة هي واحدة من الأجهزة الرئيسية الستة للأمم المتحدة، وهي الوحيدة التي تتمتع فيها جميع الدول الأعضاء بتمثيل متساو: دولة واحدة، صوت واحد. فجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة ممثلة في هذا المنتدى الفريد لمناقشة والعمل معا بشأن مجموعة واسعة من القضايا الدولية التي يغطيها ميثاق الأمم المتحدة. ولا يحق للدول المراقبة، فلسطين والفاتيكان، التصويت على مشاريع القرارات، لكن في هذه الدورة، ترأست  فلسطين (علما بانها دولة مراقب) مجموعة السبعة وسبعين والصين.
 
يذكر أن  رئيس الجمعية العامة (الدورة 74الحالية ) هو السيد تيجاني محمد بندي (من نيجيريا) ونواب الرئيس هي الدول التالية: (عن الدول الأفريقية)  الرأس الأخضر، والكونغو، وإثيوبيا، وتونس، وزمبابوي وعن (دول آسيا والمحيط الهادئ) إندونيسيا، وعُمان، وبابوا غينيا الجديدة، وسنغافورة، وتركيا، وأوزبكستان وعن (دول أوروبا الشرقية وغيرها) كرواتيا وعن دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي) الأرجنتين، وترينداد وتوباغو (ولم يزل هناك مقعدا شاغرا) وعن (دول أوروبا الغربية وغيرها) مالطا بالاضافة الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وهم: الصين فرنسا الاتحاد الروسي وبريطانيا والولايات المتحدة.
الدراسة   وجدت ما يلي:   "أن الأردن، الذي لم يرأس الجمعية العامة منذ انضمامه للمنظمة الدولية عام 1955 ولا لمرة واحدة،  كان نائبا لرئيس الجمعية في الدورات التالية: 17 (1962) و22 (1967) و24 (1969) و42 (1987) و52 (1997)-- وتم انتخابه بالتزكية للدورة 75 (2020)
وقالت الدراسة انه "ومن ذلك التاريخ (أي عام 1997) لم يتسلم (أو يترشح) الاردن لذلك المنصب  لاسباب غير معروفه. ويجب هنا التفريق بين الجمعية العامة ومجلس الامن الدولي، الذي رأسه الأردن، خلال عضويته الاخيرة (2014-15) في شهري كانون الثاني 2014 ونيسان 2015. ومن الملاحظ ان الاردن تسلم منصب نائب الرئيس 3 مرات في عقد الستينات، ثم مرة واحدة في عقدي الثمانيات والتسعينات وتقاعس الدور بشكل مفاجيء. " وكما ذُكر فانه سيكون نائبا من نواب الرئيس في الدورة القادمة.
 
 
والدراسة تشمل مشاركة الاردن في مداولات اللجان الرئيسية ولا تشمل مشاركته في البنود التي نظرت بها الجمعية العامة مباشرة دون احالتها الى لجنة رئيسية علما بان للجمعية العامة عشرات اللجان الرفيعة الاخرى.  واللجان الرئيسية والتي غطتها الدراسة هي: لجنة نزع السلاح والأمن الدولي (اللجنة الأولى) واللجنة الاقتصادية والمالية (اللجنة الثانية) واللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية (اللجنة الثالثة) ولجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) ولجنة الإدارة والميزانية (اللجنة الخامسة) واللجنة القانونية (اللجنة السادسة).    

            يمكن الحصول على نسخة الكترونية كاملة بالدراسة مفصلة مقابل رسم مالي قيمته الف دولار أميركي 
 -